قصة تأجيل وفاة محمد عبد الوهاب رحمه الله 75 يوم

مشهد الموت هاجم اللاعب فى مباراة القمة وتدريبات المنتخب
الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى.. ولكل أجل كتاب وموت محمد عبدالوهاب أصاب الشارع الكروى المصرى والعربى بالصدمة.. ولأن عبدالوهاب لم يكن عاديا على المستوى الكروى والأخلاقى كما أن الطريقة التى رحل بها عن عالمنا جاءت أيضا غير عادية على مر العصور فى الملاعب المصرية تذكرنا أيام وليالى الراحل فى الملاعب المختلفة وأيامه الحلوة والسيئة أيضا مع الأهلى والمنتخب الوطنى فى كل البطولات.
ومع تذكر أيام عبدالوهاب فى الملاعب المصرية توقفنا عند أمر غريب حدث للاعب أكثر من مرة ولم ينتبه إليه أحد لا من قريب ولا من بعيد.. وهذا المشهد الذى تذكرناه جعلنا نقول على سبيل المجاز وبلغة أهل الكرة هل تأجل موت اللاعب لمدة 75 يوما مع التأكيد أن الإجابة على هذا السؤال من وحى الخيال أيضا وأنه مجرد سؤال عابر ومجرد مدخل لقصة الاهمال التى عانى منها اللاعب فى أيامه الأخيرة..
محمد عبدالوهاب الذى سقط على أرض ملعب الأهلى ميتا يوم الخميس الماضى لم يكن سقوطه هذا هو الأول من نوعه فقد سبق أن هاجمه مشهد الموت بنفس الطريقة التى توفى بها وكان ذلك فى مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى كأس مصر يوم 16 يونيو من العام الحالى وهى المباراة المعروفة ب -جزمة- مرتضى منصور رئيس الزمالك المشطوب وقع اللاعب فى منتصف ملعب الأهلى بدون التحام مع أى لاعب زملكاوى.. وظن كل من فى الملعب وقتها أن واحدا منهم قد -بلع- لسانه.. ومع فقدانه للحركة لوقت زاد عن 7 دقائق ظن أيضا كل من تابع الواقعة أن اللاعب قد انتقل إلى رحمة الله فى لحظتها وظل هذا الظن مسيطرا على الجميع حتى -فاق- محمد عبدالوهاب بقدرة الله سبحانه وتعالى ودون أى تدخل حيث وقف الجهاز الطبى فى الأهلى فى حيرة من أمره أمام الموقف الذى تعرض له اللاعب.
وبعد المباراة وجدت د. إيهاب على أمامى وسألته عن سبب سقوط محمد عبدالوهاب الغريب فكانت الإجابة التى قالها وظهر عليه أنه غير مقتنع بها -أن السبب هو الإرهاق والمجهود الزائد وتم غلق الملف عند هذا الحد وغطى فوز الأهلى على منافسه التقليدى وفوزه بكأس مصر عن الحالة التى تعرض لها لاعب الأهلى الراحل وأغلق الموضوع ولم يكلف أى مسئول لا فى الإدارة ولا فى الجهاز الفنى نفسه بالبحث عن ما حدث لمحمد عبدالوهاب وما سر سقوطه على الأرض دون سبب واضح.
سقوط محمد عبدالوهاب بالطريقة التى حدثت أثناء مباراة الأهلى والزمالك لم تكن الأولى وقطعا ليست الأخيرة.. فقد أكد مصدر مسئول أن اللاعب سقط بنفس الطريقة فى إحدى تدريبات المنتخب ولم ينتبه أحد إلى الموقف ومر دون الوقوف عندها لا بالسلب ولا بالإيجاب.
وما بين سقوط محمد عبدالوهاب يوم 16 يونيو ووفاته يوم 31 أغسطس حالات كثيرة من حالات -الاغماء- الكروى الذى نعيش فيه فقد كشف موت اللاعب طريقة -السبهللة- التى يمر بها الكشف الطبى داخل كل الأندية المصرية وليس فى الأهلى فقط.
الكشف الطبى داخل أى ناد فى مصر يمر بالطريقة المعتادة -لائق- يكتبها الدكتور وهو -مبسوط- برؤية هذا النجم أو ذاك.
وإذا كان البعض يتحدث الآن عن -رسم القلب- الذى يجرى للاعبين قبل قيدهم أو قبل البطولات التى يشاركون فيها فإن الحقيقة فى هذا الأمر أن رسم القلب هذا يتم للاعب وهو فى حالة -استرخاء- وفى راحة سلبية كأنه إنسان عادى فى حين أن الرياضيين لهم معاملة خاصة عند الكشف على -قلوبهم- وهو أن يكون ذلك أثناء مجهود خارق يبذله اللاعب فى الملعب أو فى حالة التدريب وهذا المجهود هو الذى يظهر القلب السليم من ذلك الذى يعانى من مشاكل ما.
وقصة وفاة محمد عبدالوهاب تكشف أيضا اتحاد الكرة العاجز الذى يتحرك دائما بعد أن تقع -الفأس فى الرأس- كما يقولون.. قبل واقعة رحيل عبدالوهاب كان كل ما يهم اتحاد الكرة أن يحصل على نسخ العقود التى تربط اللاعبين بالأندية.. وليس له أى دخل إذا كان هذا اللاعب مريضا من عدمه.. وفى بعض الاتحادات الكروية المحترمة شهادة اللاعب الصحية جزء أساسى من عقد اللاعب ولا يمكن توثيق أى عقد إلا بها.
موت محمد عبدالوهاب بالقلب معاناه أن اللاعب أو غيره ليس له دخل بالجريمة التى يحاول البعض خاصة من الأهلى أن ينفيها، الجريمة الحقيقية موجودة فى النظام الكروى المعمول به الآن فى الأندية.. وفى اتحاد الكرة وخناقة عزمى مجاهد مع أيمن يونس أمام المستشفى يوم وفاة محمد عبدالوهاب برهنت على هذا فقد اتهم عزمى عضو مجلس إدارة الزمالك السابق اتحاد الكرة من خلال أيمن يونس بالاهمال وأن عدم حرص اتحاد الكرة على موقف سلامة اللاعبين هو سبب المصائب.
وعودة إلى إصابة عبدالوهاب بالقلب ووفاته بسببه، ففى الوقت الذى يحاول فيه البعض نفى أن عبدالوهاب كان مريضا بالقلب تردد كلام بقوة يوم دفن اللاعب أن عبدالوهاب فى سرية ذهب بمفرده إلى أحد المستشفيات الخاصة وأجرى هناك رسم قلب للاطمئنان على نفسه.. وكان ذلك قبل الوفاة بيوم واحد.. ولا يعرف أحد ماذا حدث بعد ذلك.. وهل عرف اللاعب الراحل بما داخل رسم القلب أم لا؟
موت محمد عبدالوهاب وصفه أمير عبدالحميد الشاهد على الواقعة من البداية ب -الموت الغريب- القصة كما يروى حارس الأهلى بدأت بوقوف محمد عبدالوهاب أمامه دون حركة ونظره بعيد عن الكرة.. وحين سأله أمير بقوله: -مالك يا عبدالوهاب- اندهلك الدكتور -نظر عبدالوهاب إلى أمير وهز رأسه -مرة واحدة إلى أسفل وسقط على الأرض. هنا جرى أمير نحو عبدالوهاب وظن كالعادة أنه بلع لسانه فخلع -الجوانتي- الخاص به.. وحاول فتح فم عبدالوهاب لكنه وجد صعوبة غير عادية كما يحكى وهنا وصل د. إيهاب على وقام بهذا الأمر وعرف من البداية أن الموضوع أكبر من بلع لسان.
د. إيهاب على قال إن كل الوظائف الحيوية للراحل محمد عبدالوهاب توقفت عن العمل.. وأجرى وكل لاعبى الأهلى حوله فى حالة ذهول وبكاء أكثر من محاولة لإعادة وظائف اللاعب للعمل مرة أخرى دون جدوى وشارك الكل فى نقل محمد عبدالوهاب من ملعب مختار التتش حيث تم وضعه فى سيارة زميله وائل رياض لنقله إلى المستشفى.. وفى السيارة.. وداخل المستشفى جرت أكثر من محاولة لعل وعسى يكون فى عمر عبدالوهاب بقية لكن بعد ما لا يزيد على 5 دقائق فقط من دخول اللاعب للمستشفى توقفت المحاولات وتم إعلان الوفاة بشكل رسمى.
وليس من الغريب حالة البكاء الشديدة التى سيطرت على أمير عبدالحميد وعلى د. إيهاب وهما يرويان لنا المشهد الأخير لمحمد عبدالوهاب على الملاعب المصرية أمير توقف عن الكلام معنا ودخل فى نوبة بكاء شديدة.. وهو يقول عبدالوهاب أصدر أصوات غريبة.. وبعدها.. أما د. إيهاب فقد توقف عن الكلام عبدالوهاب جاءته غرغرة الموت فى الملعب فى لحظة سقوطه على الأرض.. والموت بهذه السرعة..
وأمام حالات بكاء وانهيار كل لاعبى الأهلى لم يكن بالغريب أن يكون أيضا حسام البدرى وأحمد ناجى ووائل رياض وسيد عبدالحفيظ هم الأكثر بكاء على اللاعب الراحل فالبدرى وناجى هما أول من سمعا بشكل نهائى جملة -البقية فى حياتكم- داخل المستشفى أما وائل رياض فلم يكن يتوقع أن يأتى اليوم الذى يحمل فيه عبدالوهاب ميتا فى سيارته أما سيد عبدالحفيظ فقد أصيب بحالة هيستريا ودخل فى بكاء متواصل لأنه فقد الصديق والزميل والرفيق فى الطريق من الفيوم إلى القاهرة والعكس ولا أخفى أننى شعرت بأن سيارة محمد عبدالوهاب الذى حرص أن تبقى -ملاكى الفيوم- هى الأخرى حزينة وهى تقف وحيدة على باب الأهلى